لماذا أسدد ديون الآخرين؟

بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي و أخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الأول
اليوم سوف أتحدث عن ظاهرة ليست بغريبة عليك ايها القارئ لأنك تراها في حياتك بصفة دائمة ويومية وربما أنت ممن سوف أكتب عنهم اليوم, لذلك أتمنى أن تكون مقالتي مصدر تغيير في حياتك إن شاء الله.
لماذا أنا من يدفع الثمن عن أفعال الآخرين السيئة ؟
لا يخفى على شخص أنه في معظم الدول العربية يرى معاملة العوائل للسائق وللخادمة معاملة بعيدة عن الإنسانية بل تصل إلى الإستعباد والظلم والقهر, وللأسف هذه العوائل مسلمة وقد تعلمت من الإسلام معنى الحب والأخوة والمعاملة الحسنة.
سوف أضرب لكم أمثلة سريعة على الأفعال السيئة التي يقوم بها بعض الأشخاص مع العمالة.
المثال الأول : يتصل الشاب على السائق اين أنت بسرعة تعال, يأتي السائق ويحضى بكف على وجهه والبعض من الشتيمة على التأخر.
المثال الثاني : خادمة تعمل 20 ساعة في اليوم من الساعة 6 صباحاً حتى 1 ليلاُ دون توقف وبراتب قليل جداً ومعاملة سيئة.
المثال الثالث : مقيم آسيوي يجول في الشارع ويأتي عربي مسلم ويشتمه ويصرخه فيه وربما يضربة ويركله والسبب أنه شرق آسيوي.
المثال الرابع : رجال الأمن او الجوازات بينما يسيرون في الشارع يرون شرق آسيوي يقومون بمسآلته : وين الإقامة ؟ وفجأ يمسكونه من رقبته وملابسه وكأنه أرتكب جريمة كبيرة, ويشده يميناً ويساراً ويضربه ويدخله السيارة ويذهب به إلى قسم الترحيل, والجريمة لا يملك هوية وأتى عمره أو حج وتخلف بعدها.
المثال الخامس : شرق آسيوي يعمل في محل او بقالة ياتيه الشباب يقترضون المال بشراء بعض الأشياء وبعدها سجل على الحساب يا رفيق وناهية الشهر تخصم هذه الأموال من راتب العامل والسبب أنه فتح حسابات لهؤلاء الذين لا يملكون ضمير,بل تجد منهم خله ينقلع مافيه فلوس.
المثال السادس : خادمة تعمل جميع ال‘مال المنزلية 24 ساعة بدون توقف وفوق ذلك لا تجد مرتبها نهاية الشهر والجريمة أنها خادمة بل تضرب اذا فتحت فمها بكلمة ماما بابا فين فلوس حقي أنا.

سؤالي هنا للجميع : أليس هؤلاء بشر ؟
أليس هؤلاء مغتربين عن أهلهم من أجل لقمة العيش؟
أليس هؤلاء في ذمتنا بما أننا استقدمناهم من أوطانهم للعمل لدينا ؟

نعاملهم بوحشية ونطلب منهم أن يحبوننا ؟

الفصل الثاني
نصيح أحياناً من معاملة الناس السيئة لنا, بل نستكبر بكلمة ليش فلان يعاملني بهالأسلوب؟
نذهب إلى سفارات أجنبية للحصول على تاشيرة سفر لبلدانهم, ونجد أن معاملتهم سيئة جداً معنا أحياناً, بل نجد الحقد في عيونهم إتجاهنا وما أن نصل إلى بلدانهم تبدأ معاملتهم لنا بالتحقير والشتم, بل لا نشعر بالأمن ونحن في أوطانهم ونجد شبابهم يبحثون عنا لضربنا وسرقتنا في الشوارع إن كانت خاوية, واصبحنا الصيد المحبب لهم بعد منتصف الليل.
أحياناً وأنت تتمشى في الشارع تجد من يشتمك بكلمة Fuck you Arab وغيرها من الشتائم يريد منك فقط الرد عليه او النظر إليه وبعدها لن تصحى إلا وأنت في المستشفى.
أما عند التسوق يضحكون عليك علناً برفع الاسعار, بل هذا السعر مخصص لك أنت فقط من بين كل الزبائن لأنك عربي.
التاكسي وما أدراك من هو التاكسي الذي تحتاجه في مواصلاتك من مكان لمكان, يضع لك سعراً خيالياً لدرجة تبدأ عينيك بالخروج من مكانهما من هول المبلغ, ويرد عليك بكلمة you want or no وتستسلم له لأن الجميع أمثاله وتعتبر سعيد الحظ أن وقعت في شخص طيب مسلم يحترم العرب وقتها أعرف أن أمك دعتلك بالخير.
تمر الايام وأنت في بلادهم سواء سياحة أم رحلة عمل أم دراسة وتعامل بطريقة غير إنسانية والسبب أنك تدفع ثمن شعبك الذي كان يعامل هؤلاء بطريقة غير إنسانية.
نعم أنت تسدد دين رجل الجوازات والعائلة التي استقدمت الخادمة والسائق وتدفع ثمن المبلغ الذي لم يدفعه صاحب الحساب في البقالة وتشتم في الشارع مثلما شباب بلدك شتموا المقيم وأهانوه بدون سبب.
هذا حال الدنيا يوم لك ويوم عليك, ولكن لماذا تسدد ديناً لا يخصك ؟ هنا نقطة القهر.

اليوم في المطارات الأوروبية والأمريكية يعامل الخليجي بطريقة غير إنسانية من توقيف وتحقيق بالساعات غير الإهانات التي يتلقاها من الشعوب, وعدما تريد الرد عليه تجده يرد عليك بكلمة أنت لست في بلدك !!!
ومثل ذلك وأكثر في بلدان شرق آسيا.

الفصل الثالث
المواطن الامريكي, المواطن الأوروبي.
يعامل في كل مكان في العالم بإحترام سواء في دول عربية او أجنبية, تجد لديه حراسه وإهتمام وتدليعه من تمشيات وإهتمام من قبل السياحة به واهل البلد.
لا أحد يسرقه , لا أحد يضربه, لا أحد يشتمه, بل العكس حتى شباب الشارع يحترم الأجنبي كثيراً ويخدمه بعيونه.
لماذا يجد كل هذا؟ هل لأنه امريكي ام أوروبي ؟
تجد الجواب في قوانين بلدانهم التي تحمي حقوق الخادم والسائق والمقيم.
تجد الجواب في معاملتهم الإسلامية وهم ليسوا بمسلمين مع المغتربين
تجد الجواب لأنهم أحترموا معنى الإنسانية ولم يفرقوا بين البلدان الفقيرة والغنية.
سعيدين الحظ في حياتهم....

الفصل الرابع
العربي يحترم الأمريكي والأوروبي هل ذلك غصباً ام خوفاً أم ماذا ؟
أليسوا هؤلاء أجانب مثلهم مثل الشرق آسيوي ؟ أم لأن اعينهم و شعرهم ملون ؟
لماذا حتى الحكومة تضرب حساب لهم وحكوماتهم لا تضرب حساب لنا ؟
لماذا نحن نحبهم وهم لا يحبوننا ؟
هل لأنهم يعرفون حقيقتنا وكيفية معاملتنا للعمالة الآسيوية ؟
لماذا المواطن الامريكي والاوروبي لهم قيمة في العالم ونحن العرب لا قيمة لنا ونستنتج ذلك من الأخبار التي نشاهدها على التلفاز يومياً ؟

ولكن أحمد الله كثيراً ولن أنسى دعوات أمي و أبي لي الله يحفظهم ويطول بأعمارها يا رب, لأنني لم اسدد كل ديون الآخرين في سفرياتي بل سددت القليل وسوف أعتبرها تجربة حياه لأنني لم أكن عنصرياً في يوم من الايام . . .

همسة : سوف يأتي اليوم الذي ينقلب فيه العالم كله علينا بسبب افعالنا ولن نجد من يقف بجانبنا حينها.

SMS : تعلمت من السفر الشيء الكثير ( لا للعنصرية , لا فرق بين الغني والفقير , أبتسم دائماً للآخرين , أحترم جميع الديانات , لا تغضب ).

تحيتي لكم